تسعى شركة أرامكو السعودية، عملاق النفط العالمي، إلى تعزيز وجودها في الأسواق الدولية من خلال عمليات استحواذ جديدة في قطاع توزيع الوقود وزيوت التشحيم، إذ أفادت تقارير إعلامية أن الشركة أبرمت اتفاقًا لشراء شركة “بريماكس” لتوزيع الوقود، التي تمتلك شبكة واسعة من المحطات في بيرو وكولومبيا والإكوادور، في صفقة تقدر بنحو 3.5 مليار دولار.
استحواذ كبير في أمريكا الجنوبية
وفقًا لصحيفة “جيستيون” البيروفية، نقلاً عن مصادر مطلعة، فإن أرامكو السعودية توصلت إلى اتفاق مع مجموعة “جروبو روميرو” للاستحواذ على “بريماكس”، التي تدير 2185 محطة وقود في ثلاث دول بأمريكا الجنوبية.
وإذا تم تأكيد الصفقة، فإن هذه الخطوة ستعزز وجود أرامكو في قطاع توزيع الوقود في القارة، حيث سبق لها أن استثمرت في بيرو العام الماضي بشراء حصة أقلية في شركة الغاز الطبيعي المسال هناك.
حتى الآن، لم تصدر أرامكو تعليقًا رسميًا حول الصفقة، كما لم ترد “بريماكس” أو “جروبو روميرو” على طلبات التعليق.
اهتمام متزايد بقطاع زيوت التشحيم
إلى جانب صفقة “بريماكس”، أفادت وكالة “بلومبرغ” أن أرامكو السعودية تدرس تقديم عرض للاستحواذ على أصول زيوت التشحيم التابعة لشركة “بي بي”، والتي تعمل تحت العلامة التجارية “كاسترول”.
وتهدف أرامكو إلى دمج هذه الأصول مع وحدة زيوت التشحيم “فالفولين”، التي استحوذت عليها في عام 2023 مقابل 2.65 مليار دولار، مما يعزز مكانتها في هذا القطاع الحيوي.
وتأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية أرامكو الرامية إلى تعزيز استثماراتها في أعمال التكرير والبتروكيماويات، خاصة في الأسواق الآسيوية، مثل الصين والهند وجنوب شرق آسيا، حيث ترى إمكانيات نمو كبيرة.
توسعات استراتيجية في الطاقة والتكرير
تشير تحركات أرامكو الأخيرة إلى نهج استراتيجي يهدف إلى امتلاك سلاسل إمداد متكاملة، تمتد من إنتاج النفط الخام إلى عمليات التوزيع والتكرير، مما يمنحها مزيدًا من النفوذ في الأسواق الرئيسية.
وقد أبرمت الشركة عدة صفقات في قطاع التكرير والمواد الكيميائية، أبرزها اتفاقيات استحواذ في الصين، إضافة إلى شراء حصة في شركة بالفلبين، ما يمنحها موطئ قدم قوي في سوق التجزئة هناك. كما أنها ضمن المتقدمين لشراء محطات الخدمة التابعة لشركة “شل” في جنوب إفريقيا.
ريادة في التقنيات البيئية
على صعيد آخر، أعلنت أرامكو السعودية إطلاق أول وحدة تجريبية لاستخلاص الهواء المباشر لثاني أكسيد الكربون في المملكة، بقدرة على إزالة 12 طنًا سنويًا من الغلاف الجوي.
وتم تطوير هذه المحطة بالتعاون مع شركة “سيمنس للطاقة”، حيث تعد جزءًا من جهود أرامكو لتوسيع نطاق استخدام تقنيات التقاط الكربون وخفض الانبعاثات، في إطار التزامها بالاستدامة البيئية.
وتعتزم الشركة استخدام المنشأة كمنصة اختبار للجيل القادم من مواد احتجاز الكربون، مع التركيز على تقليل التكاليف وتحفيز تطبيق هذه التقنيات في المنطقة.
أرامكو.. نهج توسعي ورؤية مستقبلية
تؤكد هذه الخطوات أن أرامكو السعودية لا تكتفي بدورها التقليدي كأكبر منتج للنفط في العالم، بل تمضي قدمًا نحو توسيع أعمالها عالميًا، من خلال استثمارات استراتيجية تعزز مكانتها في مختلف قطاعات الطاقة، سواء في توزيع الوقود، أو زيوت التشحيم، أو تقنيات خفض الكربون، مما يعكس رؤيتها الطموحة للمستقبل.