تعيش الفضائيات الإخوانية التي تبث من إسطنبول أوضاعًا صعبة قد تدفعها لمغادرة الأراضي التركية، بعدما فرضت السلطات هناك قيودًا صارمة على محتواها السياسي، في إطار التقارب المصري التركي. وبعد مغادرة قناة “مكملين” إلى إيرلندا وبريطانيا، يبدو أن الدور قد حان على قناتي “الشرق” و”وطن”، ومعهما قناة “الرافدين”.
وخلال الأيام الماضية، تفاجأ موظفو “الشرق” بتأخير صرف رواتبهم، وهو ما بررته الإدارة بوجود مشكلة بنكية لم تتمكن من تجاوزها. وأدى هذا التأخير إلى استياء العاملين، الذين يواجهون صعوبات مالية متزايدة بسبب تدني الرواتب وعدم زيادتها رغم التضخم في تركيا.
لكن الناشط الإخواني الهارب عمرو عبد الهادي كشف عن محاولات إدارة القناة التهرب من دفع مستحقات نهاية الخدمة للموظفين، بحجة الأزمة المالية، في الوقت الذي يمتلك فيه مالك القناة حسابات بنكية بملايين الدولارات في فرنسا والبوسنة وهولندا. وأوضح أن الإدارة تسعى لإعادة إطلاق القناة بعدد محدود من المذيعين، بهدف الحفاظ على التمويل البالغ 500 ألف يورو دون نقصان.
الوضع لا يختلف كثيرًا في قناتي “وطن” و”الرافدين”، حيث تعانيان من عثرات مالية أدت إلى تأخير الرواتب والمكافآت، مما دفع العديد من العاملين للبحث عن فرص عمل خارج المجال الإعلامي.
يأتي ذلك بعد أكثر من عامين على إصدار السلطات التركية توجيهات صارمة بوقف البرامج السياسية لهذه القنوات، وفرض التزام صارم بعدم المساس بمصر أو نظامها، ضمن اتفاقيات أُبرمت مع قيادات الجماعة. وشملت الإجراءات وقف برامج معتز مطر، ومحمد ناصر، وحمزة زوبع، وهشام عبد الله، وهيثم أبو خليل، وإجبار بعضهم على مغادرة تركيا، فيما اضطر آخرون إلى نقل بث برامجهم لدول أوروبية.
التطورات الأخيرة تعكس استمرار الضغوط التركية على إعلام الإخوان، بما يتماشى مع تحسين العلاقات مع القاهرة، حيث أكدت مصر أن أي تقارب يتطلب احترام السيادة الوطنية والأمن القومي العربي، وهو ما دفع أنقرة إلى تضييق الخناق على هذه الفضائيات.