في عالم يسعى فيه الكثيرون إلى الثراء السريع، ظهرت أساليب احتيالية تستغل هذه الرغبة وتحولها إلى كابوس مالي، ومن أبرزها ظاهرة “المستريح الإلكتروني”، التي تعتمد على إغراء الضحايا بأرباح ضخمة مقابل استثمارات بسيطة، ثم تختفي الأموال فجأة دون أثر.
FBC.. الاحتيال الرقمي الجديد يضرب المصريين
أحدث هذه الأزمات تمثلت في منصة FBC، التي قدمت نفسها كمنصة استثمارية تتيح تحقيق أرباح مغرية مقابل إنجاز مهام إلكترونية بسيطة، مثل مشاهدة الفيديوهات عبر يوتيوب. ورغم انتشار التطبيق على جوجل بلاي وآب ستور، إلا أنه لم يكن سوى فخ محكم للإيقاع بالمستخدمين.
واعتمدت المنصة على نظام اشتراكات متنوعة، حيث عرضت على المشتركين في مصر باقة بقيمة 11,200 جنيه، مقابل أرباح يومية تصل إلى 490 جنيهًا، مع مكافآت إضافية مغرية. ولإضفاء المصداقية، استعانت المنصة بمؤثرين على مواقع التواصل، ما زاد من عدد المشتركين بشكل كبير.
وبعد جمع مبالغ طائلة، اختفت المنصة فجأة، تاركة وراءها آلاف الضحايا الذين تقدموا ببلاغات رسمية، حيث وصلت الخسائر إلى 2 مليون جنيه في مصر فقط، بينما بلغ عدد الضحايا عالميًا أكثر من مليون شخص، مع خسائر تجاوزت 6 مليارات دولار.
“الرمال البيضاء” و”Hoggpool”.. منصات احتيال سابقة هربت بمليارات الجنيهات
لم تكن FBC أول عملية احتيال رقمي في مصر، فقد شهد عام 2022 واقعة مشابهة من خلال تطبيق “الرمال البيضاء”، الذي استدرج 6 ملايين مصري بوعود تحقيق أرباح من مهام بسيطة عبر الإنترنت، قبل أن يغلق فجأة، بعد جمع ما بين 3 و5 مليارات جنيه.
وفي 2023، ظهرت شركة Hoggpool، التي زعمت الاستثمار في تعدين العملات الرقمية، وتمكنت من استقطاب 600 ألف مشترك مصري، بحوافز مالية ضخمة، حتى بلغ إجمالي الأموال المستولى عليها 600 مليون دولار، قبل أن تختفي المنصة فجأة.
ظاهرة تتخطى الحدود المصرية.. الأردن ضحية جديدة
لم يقتصر الاحتيال الرقمي على مصر فقط، فقد شهد الأردن حادثة مشابهة من خلال منصة PHD، التي اعتمدت على مخطط “الإحالة”، حيث تم إقناع المستخدمين بضخ أموال مقابل عوائد ثابتة، لكن المنصة أوقفت عمليات السحب فجأة، ثم اختفت، تاركة ملايين الدنانير في مهب الريح.
تحذيرات الخبراء.. كيف تحمي نفسك من هذه المنصات؟
أكد الدكتور عمرو صبحي، خبير أمن المعلومات، أن الضحايا يقعون في الفخ بسبب الرغبة في الربح السريع دون التفكير المنطقي، مشددًا على أن أي استثمار رقمي يجب أن يكون موثقًا من جهات حكومية أو مؤسسات مالية معتمدة.
ونصح صبحي المواطنين باللجوء إلى الاستثمارات الآمنة، مثل شراء الذهب أو التعامل مع البورصات الرسمية، محذرًا من الانسياق وراء العروض المغرية التي تعد بعوائد ضخمة دون ضمانات. كما دعا كل من تعرض للاحتيال إلى تقديم بلاغ رسمي، مدعومًا بأدلة مثل سجلات التحويلات والمحافظ الإلكترونية، لملاحقة القائمين على هذه العمليات.