على الرغم من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، والذي تضمن انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة والسماح بعودة النازحين الفلسطينيين إلى المناطق الشمالية، إلا أن هذا الاتفاق ما زال يواجه تعقيدات ميدانية. فقد أعلن الجيش الإسرائيلي بشكل قاطع رفضه تنفيذ هذا البند، مؤكدًا أن محور نتساريم، الذي يقسم القطاع إلى شمال وجنوب، سيظل مغلقًا.
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، الذي أكد أن المحور لن يُفتح حتى إطلاق سراح أربيل يهود، المواطنة الإسرائيلية المحتجزة لدى حركة الجهاد الإسلامي. وشدد أدرعي على تحذير الفلسطينيين من الاقتراب من المحور أو محاولة الانتقال شمالاً. كما أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن الإفراج عن أربيل يهود يعد شرطًا مسبقًا لأي خطوات إضافية تتعلق بعودة النازحين.
أربيل يهود، البالغة من العمر 28 عامًا، كانت قد أُسرت في السابع من أكتوبر 2023 مع صديقها أرييل كونيو من كيبوتس نير عوز، في حين قُتل شقيقها دوليف في الهجوم ذاته. وتعتبرها حركة الجهاد الإسلامي شخصية عسكرية وليست مدنية، نظرًا لعملها في مجمع غروبتك التكنولوجي كمرشدة للفضاء، وهو ما يثير جدلاً حول طبيعة وضعها القانوني.
من جهة أخرى، أفادت حركة حماس أن يهود على قيد الحياة وسيتم إطلاق سراحها ضمن الدفعة الثالثة من تبادل الأسرى، المقرر أن تتم خلال الأيام المقبلة. ومع ذلك، تبادل الجانبان الاتهامات بعدم الالتزام بشروط الاتفاق، إذ اعتبر الجيش الإسرائيلي أن حماس لم تلتزم بإطلاق سراح النساء المدنيات أولاً، كما نص الاتفاق.
في ظل هذا التوتر، شهدت العاصمة المصرية القاهرة اجتماعات للوسطاء لمحاولة حل أزمة فتح محور نتساريم، لكن مصادر أكدت أن الاجتماعات انتهت دون التوصل إلى اتفاق بشأن هذه المسألة، مما يزيد من تعقيد المشهد ويؤجل تنفيذ بنود الاتفاق المتعلقة بعودة النازحين.