أفادت أربعة مصادر سورية مطلعة لوكالة رويترز بأن روسيا شرعت في سحب قواتها من الخطوط الأمامية في شمال سوريا ومن مواقع استراتيجية في جبال الساحل، مع استمرار تواجدها في قاعدتي حميميم الجوية بريف اللاذقية ومنشأة طرطوس البحرية. تأتي هذه الخطوة بعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، الذي ظل حليفًا رئيسيًا لموسكو لعقود.
مستقبل القواعد الروسية في سوريا
الإطاحة بالأسد أثارت تساؤلات حول مستقبل الوجود الروسي في سوريا، خاصة مع التحالف الوثيق الذي بناه الأسد ووالده حافظ الأسد مع موسكو. وبينما تؤكد المصادر العسكرية أن روسيا لم تسحب قواتها من قاعدتيها الرئيسيتين، تشير التقارير إلى أن هذه القواعد ليست جزءًا من أي نقاش حالي، وأن مصيرها سيُحدد في محادثات مستقبلية بقيادة الشعب السوري.
إعادة انتشار وتجهيزات للانسحاب الجزئي
صور الأقمار الصناعية التي التُقطت مؤخرًا كشفت وجود طائرتين من طراز “أنتونوف إيه.إن-124″، وهي من أكبر طائرات الشحن في العالم، داخل قاعدة حميميم. ووفقًا لمسؤول أمني لدمشق، غادرت إحدى طائرات الشحن على الأقل إلى ليبيا، بينما تُظهر التحركات العسكرية الروسية انسحابًا جزئيًا وإعادة انتشار للقوات والمعدات وفقًا للتطورات الميدانية.
تعامل المعارضة السورية مع الموقف
في الوقت الذي تقترب فيه قوات المعارضة من مواقع روسية في اللاذقية، أكد مسؤول كبير في المعارضة السورية أن مسألة الوجود العسكري الروسي تخضع لمناقشات مستقبلية. كما أشار إلى فتح قنوات اتصال مع موسكو لضمان إدارة المرحلة الجديدة بعد سقوط نظام الأسد.
اقرأ أيضًا: سوريا تطالب الأمم المتحدة بإجبار إسرائيل على الانسحاب من أراضيها
الكرملين يُبقي على خياراته مفتوحة
مصدر روسي صرّح أن المناقشات مع الإدارة السورية المؤقتة مستمرة، مشيرًا إلى أن موسكو لم تُقرر الانسحاب من قواعدها. ويبدو أن روسيا تسعى لإعادة تقييم موقفها الاستراتيجي في سوريا وسط المتغيرات الجديدة على الأرض.
لجوء الأسد إلى روسيا
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي كان تدخله العسكري في عام 2015 حجر الزاوية في بقاء الأسد بالسلطة، منح الأسد اللجوء في روسيا بعد أن ساعدته موسكو على مغادرة سوريا في أعقاب سقوط نظامه.
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه سوريا تحولًا جذريًا، ما يفتح الباب أمام حقبة جديدة تُحدد ملامحها القرارات الداخلية والتوازنات الإقليمية والدولية.
