قاذفة القنابل “بي-52”.. أيقونة التفوق الجوي الأميركي في ميادين الحروب

تُعتبر قاذفة القنابل “بي-52 ستراتوفورتريس” من أشهر الطائرات الاستراتيجية في سلاح الجو الأميركي، وواحدة من أبرز الأدوات العسكرية التي اعتمدت عليها الولايات المتحدة في النزاعات المختلفة منذ ظهورها في الخمسينيات. أسهمت هذه الطائرة الضخمة في تحقيق أهداف استراتيجية من خلال قدراتها الهائلة على حمل القنابل والصواريخ، بما في ذلك الأسلحة النووية، مع مدى تشغيلي يزيد عن 14 ألف كيلومتر دون الحاجة لإعادة التزود بالوقود.

تعود جذور القاذفة إلى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، حينما سعت الولايات المتحدة إلى تطوير طائرة استراتيجية ثقيلة، ونجحت شركة بوينغ في تقديم نموذج يلبي المتطلبات العسكرية، واستمر تطوير الطائرة إلى أن دخلت الخدمة في عام 1952. منذ ذلك الحين، استخدمت القاذفة في عمليات بارزة، مثل “القصف البساطي” في حرب فيتنام وحرب الخليج عام 1991، إلى جانب مهامها في أفغانستان وسوريا ضد تنظيم داعش.

بالإضافة إلى قدرتها على حمل رؤوس نووية، تتميز القاذفة “بي-52” بترسانة واسعة من الأسلحة التقليدية، من بينها صواريخ “AGM-129” المتطورة، وصواريخ كروز “AGM-86A”، وصواريخ “AGM-84 Harpoon” المخصصة للأهداف البحرية، فضلاً عن إمكانية حمل ذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAM). كما تخضع الطائرة حاليًا لتحديثات تتيح لها التكيف مع التقدم التقني المستمر، بما في ذلك تطوير صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، وتجهيزات إلكترونية متقدمة لتحديث آليات الاستهداف.

ويخطط الجيش الأميركي لإبقاء الطائرة في الخدمة حتى خمسينيات القرن الحالي، مما يجعلها واحدة من أكثر الطائرات العسكرية استمرارية في الخدمة، بفضل هيكلها المرن وتصميمها المعياري الذي يسمح بتحديث مكوناتها الداخلية بمرور الزمن.

spot_img

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا