في تطور جديد حول الجدل الذي أثارته وصية السيناريست المصري تامر حبيب، وجهت أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الدكتورة سعاد صالح، انتقادات شديدة لهذه الوصية التي اعتبرتها استهزاءً بحرمة الموتى ومنافاةً للقيم الدينية. إذ أوضح حبيب في وصيته التي أعلن عنها العام الماضي أنه يرغب بأن يتم الرقص والغناء فوق قبره بعد وفاته، وهو ما أثار استياء العديد من الشخصيات الدينية وشرائح واسعة من المجتمع.
وخلال تصريحات تلفزيونية أدلت بها الدكتورة صالح، أكدت أن اللحظات التي تعقب دفن الميت تتطلب التركيز على الدعاء له، حيث يكون في أمسّ الحاجة إلى ما يعينه على مرحلة الحساب. واستنكرت وصية حبيب، واصفة إياها بأنها تعبير عن “سعي للترند” والاهتمام بالشهرة حتى بعد الرحيل عن الحياة.
واستشهدت صالح بآية قرآنية لتؤكد على أهمية التوبة والابتعاد عن الاستهزاء بمواقف الموت، حيث ذكرت قوله تعالى “فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ”، مشددةً على أن مثل هذه التصرفات لا تتناسب مع قدسية اللحظات الأخيرة التي يمر بها الإنسان. وتابعت أن هذا النوع من الوصايا يعكس عدم الوعي بالمسؤوليات الروحية والأخلاقية.
وكان تامر حبيب قد أثار الجدل العام الماضي عندما أعلن عن وصيته هذه، معبراً عن رغبته في أن تتحول جنازته إلى “حفل فرح”، داعياً أصدقاءه للرقص والغناء على قبره، ما أثار موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بين من يرى في هذا النوع من الوصايا تجاوزًا للقيم المجتمعية والدينية، ومن يؤيد حرية التعبير عن الرغبات الشخصية.
تأتي تصريحات الدكتورة صالح لتسليط الضوء على رؤية الفقه الإسلامي حول احترام الموتى وتجنب التصرفات التي قد تُعتبر إهانة لهم، وهو ما فتح نقاشًا أوسع في المجتمع حول حدود حرية التعبير وما ينبغي الالتزام به في مواقف مرتبطة بالدين والأعراف.