في مطلع الشهر الحالي، نفذ الطيران الإسرائيلي سلسلة من الغارات العنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت، مما أثار اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية التي رجحت استهداف القيادي في حزب الله، هاشم صفي الدين، المرشح الأبرز لخلافة الأمين العام للحزب حسن نصر الله، الذي قُتل في غارة سابقة.
وذكرت القناة الإسرائيلية 13 أن الجيش الإسرائيلي استخدم في هذه العملية عشرات الأطنان من القنابل لاستهداف صفي الدين، مشيرة إلى أن القنابل اخترقت مناطق تحت الأرض كان يُعتقد أنه يتواجد بها. هذا الهجوم المكثف يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها إسرائيل للقضاء على قيادات حزب الله البارزين.
على الرغم من هذه العملية الضخمة، لم يصدر حزب الله حتى الآن بيانًا رسميًا يؤكد مقتل صفي الدين. ومع ذلك، رجحت المؤسسة الأمنية في تل أبيب أن العملية كانت ناجحة، كما أفادت صحيفة “معاريف” بأن صفي الدين قد يكون قد قُتل خلال الغارة.
استمرت الغارات الإسرائيلية على المنطقة المحيطة بمكان تواجد صفي الدين لساعات عدة، وذلك لمنع أي محاولة لإنقاذه أو للتأكد من أنه لم ينجو من الهجوم. الجيش الإسرائيلي أعلن يومها أنه يعتقد بقوة أنه قد نجح في القضاء على صفي الدين، لكن دون تأكيد رسمي.
في ظل الغموض الذي يحيط بمصير صفي الدين، أكدت مساء أمس الثلاثاء، مصادر عسكرية إسرائيلية أنها تمكنت من “القضاء” على الرجل الذي كان يُعتبر خليفة محتملاً لحسن نصر الله. هذا الإعلان يأتي فيما كان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، يقوم بزيارة جديدة لإسرائيل، مما أضاف بعدًا سياسيًا للعملية.
يُعتبر هاشم صفي الدين، المولود عام 1964، واحدًا من أبرز قيادات حزب الله منذ تأسيسه في عام 1982. وقد تولى رئاسة المجلس التنفيذي للحزب منذ عام 1994، حيث كان يشرف على إدارة مؤسسات الحزب وموارده المالية. كما أنه ابن خالة حسن نصر الله، وكان يتم إعداده لخلافته لسنوات.
تربط صفي الدين علاقات وثيقة مع إيران، التي تدعم حزب الله، كما تربطه علاقة مصاهرة بقائد الحرس الثوري الإيراني السابق، قاسم سليماني. هذه الروابط جعلته شخصية رئيسية في الحزب، مما يفسر الأهمية الكبيرة لاستهدافه.
مقتل صفي الدين يشكل ضربة قوية لحزب الله، الذي فقد العديد من قياداته في الصراع المستمر مع إسرائيل.