كشفت وسائل إعلام عبرية اليوم، الأحد، عن هوية وصور منفذ عملية معبر اللنبي أو ما يعرف بـ “معبر الكرامة”، ويدعى “ماهر ذياب الجازي”.
وبحسب التقارير، أوضحت بأن ماهر ذياب الجازي استغل مكانته كسائق للشاحنة وعندما وصل المعبر أخرج سلاحه وبدأ في إطلاق النار وسقط ثلاث أفراد أمن إسرائيليين نتيجة هذه العملية، قبل أن يتم تصفية ماهر من القوات المتواجدة في المعبر.
ماهر ذياب الجازي منفذ عملية معبر اللنبي “معبر الكرامة”
وذكرت صحيفة “معاريف”، أن سائق الشاحنة أطلق النار فور وصوله إلى منطقة التفتيش. أصيب ثلاث أشخاص من أفراد الآمن جميعهم فوق الخمسين عاماً، وعقب نقلهم إلى المستشفى توفوا نتيجة تعرضهم للرصاص من مسافة قصيرة.
وقالت هيئة البعث العبرية “كان” أن الجنود الإسرائيليين الذين كانوا في المعبر تحركوا على الفور لموقع إطلاق النار، وتم السيطرة على الوضع، ليتبين أن مطلق النار هو سائق الشاحنة ماهر ذياب الجازي وهو أردني يبلغ من العمر 39 عاماً ويدعى “ماهر حسين ذياب الجازي”.
وتداول الإعلام العبري، صورة ضوئية من جواز السفر الخاص بـ ماهر حسين ذياب الجازي، مواليد 28 أبريل 1985، وهو من أبناء عائلة “الجازي” التي يُعد الفريق الركن مشهور حديثة الجازي (1928-2001) من أشهر أعلامها.
عائلة الجازي
وأفادت صحيفة “إرم“، أن الجازي ينحدر من محافظة “معان” الواقعة في جنوب الأردن، وتعتبر عائلته جزءاً من عشيرة “الحويطات” الشهيرة في منطقة “أذرح”، وهي إحدى القرى التابعة للمحافظة. عشيرة الحويطات تعد من أكبر العشائر في الأردن، وتتمتع بتاريخ طويل ومكانة بارزة في البلاد، خاصة في مناطق جنوب الأردن.
مشهور حديثة الجازي
يذكر أن الفريق مشهور حديثة الجازي، أحد أبرز القادة العسكريين في تاريخ الأردن، يعود أصله إلى منطقة معان جنوبي الأردن، وينتمي إلى عشيرة الحويطات الشهيرة. وُلد عام 1928، والتحق بالقوات المسلحة الأردنية عام 1943. بمرور الوقت، تدرّج في المناصب العسكرية حتى أصبح رئيساً للأركان العامة للجيش الأردني في عام 1970.
أبرز إنجازاته كانت قيادة الجيش الأردني في معركة الكرامة عام 1968، والتي اندلعت بعد أقل من عام على هزيمة حرب يونيو 1967. تميّز الجازي بشجاعته وصموده أمام القوات الإسرائيلية، التي كانت تسعى إلى عبور نهر الأردن والقيام بعملية انتقامية ضد الفدائيين الفلسطينيين والجيش الأردني. ورغم القوة العسكرية الإسرائيلية الهائلة، نجح الجازي في تحقيق نصر استراتيجي للأردن، حيث أصرّ على الاستمرار في القتال حتى تراجع القوات الإسرائيلية في انسحابٍ اعتبر هزيمة نكراء لهم.
كان مشهور حديثة الجازي في مقدمة الصفوف، ورفض وقف إطلاق النار الذي طلبته إسرائيل، مما أكسبه احترامًا كبيرًا داخل الجيش الأردني وعلى مستوى المنطقة. وعُرف عنه القول إن الأمة العربية، رغم المصاعب، لن تهزم نهائيًا، وستستعيد قوتها في المستقبل.
إلى جانب دوره في معركة الكرامة، قاد الجازي مفاوضات مع الفدائيين الفلسطينيين خلال أزمات “أيلول الأسود” عام 1970، وتمكن من إنقاذ حياة العديد من الرهائن الغربيين الذين احتجزوا في عمليات مختلفة. لكنه استقال من منصبه عشية اندلاع أحداث “أيلول الأسود” بين الفصائل الفلسطينية والنظام الأردني.
توفي مشهور حديثة الجازي في عام 2001 عن عمر ناهز 73 عامًا، وترك إرثًا عسكريًا خالدًا في ذاكرة الأردنيين والعرب.