kaoutar boudarraja ويكيبيديا: تاريخ الازدياد، العمر، سبب الوفاة، من هي؟

ترجّل صوت إعلامي مؤثر من المشهد المغربي مساء الجمعة 27 يونيو 2025، برحيل الإعلامية والممثلة كوثر بودراجة، بعد صراع شجاع مع مرض السرطان، أنهك جسدها لكن لم ينل من روحها. لم يكن خبر وفاتها مفاجئًا فحسب، بل مثقلًا بالحزن والأسى، لا سيما أن الراحلة كانت تفضّل خوض معركتها الأخيرة بعيدًا عن الأضواء، مكتفية بالصمت والمواجهة الصلبة بعيدًا عن ضجيج التعاطف أو الشفقة.

ورغم محاولات العائلة نفي الشائعات التي سبقت نبأ الوفاة الرسمي، إلا أن فصول الحكاية كانت تكتب في الخلفية، حيث رقدت كوثر خلال أيامها الأخيرة في مستشفى بالدار البيضاء، وفضّلت الصمت كرفيق أخير، تاركة وراءها ابنًا صغيرًا وذكرى باقية.

بداية صاخبة لمسيرة متعددة الأبعاد

وُلدت كوثر بودراجة في مدينة الدار البيضاء، وتضاربت المعلومات حول تاريخ ميلادها، إذ رجحت مصادر أنها من مواليد 1985، ما يعني أنها فارقت الحياة عن عمر ناهز الأربعين عامًا، وهي معلومة لم تؤكدها عائلتها رسميًا حتى اللحظة، إلا أنها تلقى انتشارًا واسعًا.

كوثر لم تكن إعلامية عادية، بل بدأت طريقها باكرًا في عالم الإعلام والمسرح والموضة، وسرعان ما أصبحت وجهًا معروفًا في برامج القنوات المغاربية، بعد أن تألقت كمقدمة في برنامج “جاري يا جاري” عبر قناة ميدي 1 تي في، ثم خطت بثبات نحو قناة نسمة التونسية وقدّمت خلالها برامج “ناس نسمة” و”ممنوع على الرجال”، الذي حمل نَفَسًا نسويًا مغايرًا جمع بين الترفيه والطرح الجريء.

وكانت مشاركتها في برنامج “مذيع العرب” على قناتي أبوظبي والحياة فرصة لتعزيز حضورها على مستوى عربي، حيث أثبتت حضورًا قويًا، وشخصية متمردة، تقف أمام الكاميرا وتخاطب الجمهور بعفوية وعمق.

دخول لعالم التمثيل ومشاريع لافتة

لم تكتف بودراجة بمجال الإعلام، بل خاضت تجربة التمثيل بعدة مسلسلات مغربية بارزة، بينها:

  • الماضي لا يموت (جوهرة)
  • سلمات أبو البنات (عبلة)
  • سولو دموعي (هند)
  • أحلام بنات
  • كازا ستريت
  • الوعد
    كما ظهرت مؤخرًا في فيلم “أتومان” لعام 2025، والذي يُعد آخر ظهور فني لها قبل أن يقعدها المرض.

وكانت كوثر تستعد لإطلاق مشاريع صوتية وفنية جديدة ضمن بودكاستها الخاص “القوس المسحور”، حيث بدأت تتجه في السنوات الأخيرة نحو المحتوى الروحي والنسوي العميق، معتمدة على صوتها المميز وتجربتها الحياتية، لتتحدث عن الذات والهوية والعلاقات من زاوية إنسانية خاصة.

طفولة قاسية.. وشخصية صلبة

في تصريحات قديمة، لم تُخفِ بودراجة ما عاشته في طفولتها من ظروف قاسية، مؤكدة أنها نشأت في أسرة من الطبقة المتوسطة، وعانت من غياب العلاقة العاطفية مع والدها، الذي توفي عام 2013، لتقول ذات مرة: “اضطررت للحِداد على أبٍ لم أعرفه أبدًا، وهذا أصعب ما واجهته في حياتي”.

كانت كوثر شفافة في حواراتها، صريحة حتى العظم، تتحدث بلا مواربة عن جراحها النفسية، ما منحها قربًا خاصًا من الجمهور، خصوصًا النساء، اللواتي رأين فيها صورة المرأة القوية التي تنهض رغم الألم.

اختارت كوثر أن تخوض معركتها مع المرض بعيدًا عن ضوء الكاميرات. لم تعلن مرضها، لم تطلب تعاطفًا، وفضّلت أن تحتفظ بشجاعتها لنفسها. وفاتها لم تكن مجرد خبر عابر، بل لحظة وداع لصوت نسائي مغربي مميز، تمرد على السائد، وكتب لنفسه مسارًا فريدًا في فضاء الإعلام والتمثيل والبودكاست.

اليوم، يودّعها جمهورها ومحبوها بكثير من الحزن، وهي التي كانت ملهمة لوجوه إعلامية شابة، وداعمًا قويًا لكل فكرة واعدة. وبرحيلها، يُطوى فصل جميل من فصول الإعلام المغربي، ولكن أثرها سيبقى حاضرًا في الأذهان، وفي كل من عرفت طريقه إلى الأضواء بفضلها.

spot_img

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا