ديانة نرمين هنو مسلمة أم مسيحية

رغم بدايتها الأكاديمية البعيدة عن المطبخ، خطّت الشيف المصرية نرمين هنو لنفسها طريقًا استثنائيًا في عالم الطهي، حتى أصبحت واحدة من أبرز الوجوه النسائية الملهمة في هذا المجال، ليس فقط في مصر بل في مختلف أنحاء العالم العربي. قصة نجاحها لا تُروى كمجرد مسيرة مهنية، بل كتحوّل جذري حمل بصمات الجرأة والإصرار والإيمان العميق بالذات.

وُلدت نرمين هنو في مدينة الإسكندرية لأسرة عريقة تعود جذورها إلى قرطاج التونسية، واستقرّت في مصر منذ أكثر من خمسة قرون. جمعت شخصيتها بين الأصالة المغاربية والعفوية المصرية، وحافظت على ارتباطها العاطفي والوجداني بالإسكندرية كمدينة شكّلت ملامح وعيها الأول.

بدأت رحلتها العلمية بالحصول على ليسانس في الأدب الإنجليزي من جامعة الإسكندرية، وعُيّنت معيدة في نفس الكلية، إلا أن شغفها بالمطبخ ظل يراودها في صمت. وبينما كانت تستعد لاستكمال رسالة الماجستير، قررت التخلي عن المسار الأكاديمي وخوض مغامرة جديدة في عالم الطهي، مسلّحة برغبة حقيقية في التغيير.

نرمين هنو
نرمين هنو

وتُعد نرمين هنو مسلمة الديانة، وهي أم لطفلين وتُقدّر في منتصف الأربعينيات من العمر. وبرغم أنها لم تكشف يومًا عن تاريخ ميلادها بدقة، فإن تجربتها الشخصية والمهنية تؤكد نضجًا إنسانيًا واضحًا ينعكس في اختياراتها وتوازنها بين الالتزامات الأسرية والطموحات العملية.

كانت النقلة الكبرى في حياتها حين سافرت إلى لندن للالتحاق بمدرسة «لو كوردون بلو» المرموقة، وهناك اختصرت مدة الدراسة من عامين إلى عام واحد، لتعود سريعًا إلى أسرتها في مصر. وتخرجت بدبلوم عالٍ في فنون الطهي، لتبدأ أولى خطواتها الاحترافية في مطعم «أوريري» البريطاني تحت إشراف الشيف العالمي كريس جلفي، حيث واجهت تحديات مرهقة لساعات طويلة من العمل، لكنها صمدت بإصرار عزّزه شغفها الكبير بالطهي.

لاحقًا، انتقلت للإقامة في المملكة العربية السعودية، وواجهت تحديات اجتماعية تتعلق بعمل المرأة في المطابخ التجارية، فتجاوزت العقبات بالعمل من المنزل، قبل أن تبدأ مرحلة أكثر احترافية. عملت كمدربة طهي ومديرة عمليات مطاعم في كلية عفت، ثم انضمت إلى شركة «كنور» كشيف تنفيذي، ما رسّخ اسمها في الساحة الخليجية كمحترفة لا تعرف المستحيل.

عرفها الجمهور العربي لأول مرة عبر شاشة قناة فتافيت من خلال برنامج «ولا في الأحلام»، الذي استمر لخمسة أعوام متواصلة، لتنتقل بعدها إلى قناة CBC سفرة وتسطع في برنامج «زي السكر» الذي أسّس لنجوميتها التلفزيونية. كما شاركت كعضو لجنة تحكيم في نسختين من برنامج «توب شيف» بنسخته العربية، وشاركت في تجارب تحكيم متعددة في مصر وتركيا، بالإضافة إلى إدارتها لفرع مدرسة «كوردن بلو» في لبنان.

تتميّز وصفاتها بأسلوب بصري أنيق ومذاق جريء، حيث تعتمد على الزبدة والكريمة والحليب دون حساب السعرات، مؤكدة أن وظيفتها تقديم الطعم لا تقييم القيمة الغذائية. من أبرز وصفاتها الشهيرة: البراونيز، المولتن كيك، البط المحشي، الكنافة، والبسبوسة، حيث قدمتها بأسلوب يجمع بين الاحتراف الغربي والنكهة الشرقية الأصيلة.

في فبراير 2025، فاجأت نرمين جمهورها بإعلان ارتدائها الحجاب، وشاركت صورة عبر فيسبوك ظهرت فيها بهدوء واتزان، دون تعليق مطوّل. وقد حصدت هذه الخطوة تفاعلًا واسعًا ودعمًا كبيرًا من جمهورها، الذين رأوا فيها صورة للمرأة الناجحة التي لا تتنازل عن قناعاتها الشخصية رغم توهجها المهني.

أصدرت نرمين كتابًا ناجحًا في فن الحلويات، وتعمل حاليًا على تجهيز كتابها الثاني، في إطار حرصها على توثيق تجربتها وإفادة جمهور أوسع من الطهاة المبتدئين والمهتمين. ومثلما تجاوزت الصورة النمطية عن الطاهية العربية، فإن نرمين باتت رمزًا نسائيًا للتمكين والريادة، إذ جمعت ببراعة بين الأناقة والالتزام، وبين الطموح المهني والأصالة العائلية.

spot_img

1 تعليق

  1. حبيبتى الف مبروك وربنا يثبتك على الحجاب وطاعة الله وابشرك انتى كدااجمل وزاد احترامي لكى جدا وربنا يسعد ❤️ قلبك بطاعته

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا