كشفت بيانات رسمية صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن معدل البطالة في مصر شهد تراجعاً طفيفاً خلال الربع الأول من عام 2025، ليسجل 6.3٪ من إجمالي قوة العمل، بانخفاض قدره 0.1٪ عن الربع السابق، مدفوعاً بارتفاع عدد المشتغلين وتراجع طفيف في عدد المتعطلين.
ارتفاع في حجم قوة العمل
سجل حجم قوة العمل نحو 33.447 مليون فرد، مقابل 33.124 مليون فرد في الربع السابق بنسبة زيادة بلغت 1٪، وتوزع العدد بين 14.689 مليون فرد في الحضر و18.758 مليون في الريف. كما بلغ عدد الذكور ضمن قوة العمل 26.325 مليون فرد، بينما بلغ عدد الإناث 7.122 مليون، ما يعكس زيادة عامة تُعزى إلى ارتفاع أعداد المشتغلين بـ342 ألف شخص، وانخفاض عدد المتعطلين بنحو 19 ألفاً.
تحسن طفيف في مؤشرات البطالة
انخفض عدد المتعطلين إلى 2.111 مليون فرد، من بينهم 943 ألف من الذكور و1.168 مليون من الإناث، مقارنة بـ2.130 مليون في الربع السابق. وجاء هذا الانخفاض رغم ارتفاع طفيف قدره 7 آلاف متعطل مقارنة بالربع نفسه من العام الماضي. وسجل معدل البطالة بين الذكور 3.6٪ مقابل 3.9٪ في الربع السابق، بينما تراجع بين الإناث إلى 16.4٪ مقارنة بـ16.6٪.
اختلافات بين الحضر والريف
أظهرت البيانات أن معدل البطالة في الحضر ارتفع إلى 9.8٪ مقارنة بـ8.9٪ في الربع السابق، بينما انخفض في الريف إلى 3.6٪ مقابل 4.5٪ سابقاً، وهو ما يعكس تفاوتاً في أداء سوق العمل بين المناطق الحضرية والريفية.
الفئات العمرية الأكثر تأثراً
سجلت الفئة العمرية بين 20 و24 عاماً أعلى معدل بطالة بلغ 28.9٪، تليها الفئة بين 25 و29 عاماً بنسبة 20.4٪، ثم الفئة الأصغر سناً (15-19 سنة) بنسبة 9.3٪. فيما جاءت نسبة المتعطلين في الفئة الأكبر سناً (30-64 سنة) عند 41.4٪ من إجمالي المتعطلين، ما يشير إلى توزيع متفاوت للتحديات المرتبطة بالتوظيف بين الفئات العمرية المختلفة.
البطالة وفق المؤهل التعليمي
كشف التقرير أن 78.7٪ من المتعطلين هم من حملة المؤهلات المتوسطة وفوق المتوسطة والجامعية وما فوقها، مقارنة بـ84.2٪ في الربع السابق، مما يعكس استمرار صعوبة دخول أصحاب المؤهلات العليا إلى سوق العمل. وتوزعت النسب بواقع 41.4٪ لحملة المؤهلات الجامعية، و37.3٪ لحملة المؤهلات المتوسطة وفوق المتوسطة، بينما ارتفعت نسبة من هم دون التعليم المتوسط إلى 21.3٪.
زيادة في عدد المشتغلين
بلغ عدد المشتغلين 31.336 مليون فرد، مقارنة بـ30.994 مليون في الربع السابق بنسبة زيادة 1.1٪، حيث بلغ عدد المشتغلين في الحضر 13.256 مليون مقابل 18.080 مليون في الريف. وبلغ عدد العاملين بأجر نقدي 21.862 مليون مشتغل بنسبة 69.7٪ من إجمالي المشتغلين، مع تراجع بسيط عن الربع السابق الذي سجل 71٪.
كما سجل أصحاب الأعمال 1.334 مليون مشتغل بنسبة 4.3٪، فيما بلغ عدد العاملين لحسابهم 6.880 مليون بنسبة 22٪، وبلغ عدد المساهمين بأعمال بدون أجر داخل الأسرة 1.260 مليون بنسبة 4٪.
ارتفاع معدل المساهمة الاقتصادية
أوضح الجهاز أن معدل المساهمة في النشاط الاقتصادي ارتفع إلى 45.8٪ من إجمالي السكان في سن العمل (15 سنة فأكثر)، مقارنة بـ45.5٪ في الربع السابق. وسجل معدل مشاركة الذكور 70.2٪، بينما ارتفعت مشاركة الإناث إلى 20.1٪.
وسجلت المناطق الريفية معدل مساهمة أعلى نسبياً عند 46٪، مقارنة بـ45.6٪ في الحضر، وجاءت الفئة العمرية بين 40 و49 عاماً كأعلى مساهم في النشاط الاقتصادي بنسبة بلغت 61.3٪.
نشاط الزراعة في الصدارة
احتل قطاع الزراعة وصيد الأسماك المركز الأول من حيث عدد العاملين بنحو 6.372 مليون مشتغل، بنسبة 20.3٪ من إجمالي المشتغلين. تلاه قطاع تجارة الجملة والتجزئة بـ5.208 مليون مشتغل بنسبة 16.6٪، ثم الصناعات التحويلية بـ4.106 مليون بنسبة 13.1٪.
كما ساهم قطاع التشييد والبناء بـ3.590 مليون مشتغل، وقطاع النقل والتخزين بـ2.636 مليون، ما يعكس استمرار اعتماد سوق العمل المصري على القطاعات التقليدية كثيفة العمالة.