كبسولة ثورية لإنقاص الوزن تُغني عن الجراحة والحقن: ابتكار أميركي يفتح آفاقاً جديدة لعلاج السمنة

في خطوة توصف بأنها قد تغيّر مستقبل علاج السمنة، أعلنت شركة دوائية أميركية عن تطوير كبسولة فموية جديدة تعمل على إنقاص الوزن دون الحاجة لأي تدخل جراحي أو علاجات بالحقن، في ابتكار وصفته صحيفة «ديلي ميل» بـ«الثوري».

القرص الجديد يحاكي تأثير عمليات تحويل مسار المعدة، عبر تقليص امتصاص الجسم للطعام وتعديل مساره داخل الجهاز الهضمي، دون أن يتطلب أي تدخل جراحي أو دخول لمجرى الدم، ما يفتح المجال أمام ملايين المرضى لتجربة بديل آمن ومريح.

تأثير فيزيائي دون تفاعل كيميائي

الكبسولة التي طورتها شركة «سينتيس بايو» تقوم بتشكيل طبقة مؤقتة في الاثني عشر، تمنع امتصاص الطعام في مراحله الأولى، وتدفعه مباشرة نحو الأمعاء السفلية. هذا التغيير يحفّز إفراز هرمونات الشبع الطبيعية مثل GLP-1، ويقلّل من إنتاج «الغريلين» المرتبط بالجوع، في الوقت ذاته يعزز إفراز هرمون «اللبتين» المسؤول عن الإحساس بالامتلاء.

وتميّز هذا الابتكار يكمن في كونه «جزيئاً ميكانيكياً» لا يتفاعل كيميائياً مع الجسم، بل يحدث تأثيراً فيزيائياً مؤقتاً، حيث تتحلل الطبقة المغلفة للأمعاء تلقائياً خلال 24 ساعة دون أن تترك أي أثر في الجهاز الهضمي، ما يقلّل بشدة من احتمالات المضاعفات أو الآثار الجانبية.

بديل مريح لحقن التخسيس

تصف الشركة المصنعة الكبسولة بأنها بديل فموي آمن وأكثر بساطة مقارنة بحقن التخسيس الشهيرة مثل «أوزمبيك» و«مونجارو»، والتي رغم فعاليتها إلا أن الاستمرار عليها يشكّل تحدياً بالنسبة للعديد من المرضى، فضلاً عن آثارها الجانبية.

وقال راهول داندا، الرئيس التنفيذي للشركة المطورة، إن المرضى في حاجة إلى حل دائم وسهل الاستخدام، مشيراً إلى أن الأقراص الفموية توفر بديلاً مقنعاً، دون الحاجة للتعايش مع صعوبات الحقن أو المجازفة بالجراحة.

نتائج واعدة وتجارب أولية ناجحة

التجارب المخبرية التي أجريت على الفئران أظهرت نتائج مشجعة، إذ فقدت الفئران نحو 1٪ من وزنها أسبوعياً، مع الحفاظ الكامل على الكتلة العضلية، وهو ما يرفع سقف التوقعات بشأن استخدام هذه الكبسولات كحل فعال طويل الأمد، سواء بشكل منفرد أو مكمّل للعلاجات الحالية.

العصر الذهبي لعلاج السمنة

وفي تعليقه على هذا التطور، قال الدكتور لويس أرون، أستاذ الطب في كلية وايل كورنيل بنيويورك، إن هذا الابتكار يمثل بداية لعصر جديد في التعامل مع السمنة، مؤكداً أن الأقراص من هذا النوع قد تُغني مستقبلاً عن الكثير من العمليات الجراحية والعلاجات الدوائية المعقدة.

الخبراء يتوقعون أن تفتح هذه الكبسولات آفاقاً جديدة في علاج السمنة، خصوصاً لأولئك الذين لا يستطيعون الاستمرار على الحقن، أو يخشون من تبعات الجراحة، ليبقى التحدي القادم في إثبات فعاليتها على البشر واستيفاء الشروط التنظيمية لاعتمادها رسمياً.

spot_img

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا