كشف موقع «أكسيوس» تفاصيل إطلاق سراح الأسير الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر، كاشفًا عن قناة خلفية غير تقليدية شارك فيها رجل أعمال فلسطيني أمريكي لعب دورًا مفاجئًا في الوساطة مع حركة «حماس».
المفاوضات بدأت برسالة من مسؤول في الحركة إلى بشارة بحبح، الذي سبق أن ساعد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في التقرب من الناخبين العرب خلال حملته لعام 2024. ورغم أن بحبح لم يكن شخصية سياسية رسمية، إلا أن مسؤولي «حماس» سعوا عبره إلى فتح قناة تواصل مع مبعوث ترامب الخاص، ستيف ويتكوف، الذي أصبح حلقة الوصل الرئيسية في هذه المباحثات غير الرسمية.
خلال أسبوعين، جرى تبادل نحو 20 رسالة عبر مكالمات ونصوص بين بحبح ومسؤولين في «حماس»، كما تحدث مباشرة مع القيادي البارز في الحركة خليل الحية. ومع تدخل مسؤولين قطريين، تمكن ويتكوف من إقناع الحركة بأن إطلاق ألكسندر مجانًا قد يكون له تأثير إيجابي على موقف ترامب تجاههم.
وفي مساء الأحد، أعطت «حماس» الضوء الأخضر، ليُبلغ ويتكوف والدي ألكسندر بنبأ الإفراج، بعد 583 يومًا من أسره. ولم تعلم إسرائيل بالمحادثات السرية إلا من خلال أجهزتها الاستخباراتية، في حين لم تُطلع الإدارة الأمريكية نظيرها الإسرائيلي رسميًا على تفاصيل القناة الخلفية، وفقًا لما نقله «أكسيوس» عن مسؤولين إسرائيليين.
كما أظهرت تفاصيل اللقاءات أن رون ديرمر، مستشار نتنياهو المقرب، لم يُبلّغ بالمفاوضات إلا خلال زيارة لواشنطن، عندما أثار بنفسه الموضوع خلال لقائه مع ويتكوف.
وتزامن ذلك مع زيارة رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى البيت الأبيض في 22 أبريل، حيث التقى بكل من ترامب وويتكوف، وطرح مقترحًا شاملاً لإنهاء الحرب والإفراج عن الرهائن، وهو مقترح قيل إنه مدعوم من «حماس»، لكنه قوبل برد أمريكي يؤكد أن الوقت الحالي لا يسمح إلا بصفقة جزئية مؤقتة.
وبحسب مصادر فلسطينية، فقد نقل آل ثاني الرسالة إلى «حماس»، مقترحًا عليهم تقديم مبادرة قد تغيّر موقف ترامب. بعد ذلك بأيام، بدأ التواصل بين مسؤول في الحركة وبحبح، ما أدى إلى تسارع في المفاوضات.
وفي حين كان ويتكوف في مسقط يجري محادثات حول اتفاق نووي محتمل مع إيران، ظل على اتصال مباشر مع رئيس الوزراء القطري لدفع الصفقة نحو التنفيذ. وعند إتمام الاتفاق، تم إبلاغ الجانب الإسرائيلي رسمياً، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وأفاد مسؤول فلسطيني بأن حركة «حماس» تلقت إشارات من إدارة ترامب تفيد بأن الإفراج عن ألكسندر سيُقابَل بدفع أمريكي نحو وقف إطلاق نار يمتد بين 70 إلى 90 يومًا، في مقابل الإفراج عن عشرة رهائن آخرين، إلى جانب تعهدات ببدء مفاوضات بشأن اتفاق نهائي، تضمن خلالها الولايات المتحدة وقطر ومصر عدم استئناف الحرب طالما استمرت المفاوضات.
لكن إسرائيل، وفق ما قاله مسؤولون، لم تتلقَ التزامات ملموسة من ترامب، وسط ترجيحات بأن الحركة كانت تأمل في موقف أكثر قربًا من ترامب، ولو على المستوى الرمزي أو الإعلامي.
ورغم النجاح النسبي الذي تحقق بإطلاق ألكسندر، يظل الطريق نحو اتفاق شامل محفوفًا بالعقبات، إذ من المقرر أن يتوجه ويتكوف والمفاوضون الإسرائيليون إلى الدوحة الثلاثاء لاستئناف المحادثات. غير أن مصادر إسرائيلية اعتبرت فرص تحقيق تقدم ملموس محدودة في ظل استمرار تعنت الطرفين.
وقال أحد المسؤولين الإسرائيليين إنهم أبلغوا ويتكوف بأن أمامه أربعة أيام فقط للتوصل إلى اتفاق، مضيفًا بتحذير مقتضب: «وبعدها سندخل».