أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه يفكر بشكل دائم في مسألة من سيخلفه في الحكم، مشيرًا إلى أن القرار النهائي سيعود إلى الشعب الروسي، في حال شهدت البلاد منافسة انتخابية حقيقية بين أكثر من مرشح.
وفي تصريحات أدلى بها ضمن فيلم وثائقي بثه التلفزيون الروسي بمناسبة مرور 25 عامًا على توليه السلطة، قال بوتين البالغ من العمر 72 عامًا «أفكر دوماً في هذا الأمر»، في إشارة إلى قضية خلافته في رئاسة الدولة.
وأضاف الرئيس الروسي أن من الضروري أن يكون أمام الناخبين أكثر من خيار، قائلاً: «يجب أن يكون هناك شخص، أو بالأحرى عدة أشخاص، حتى يكون للشعب خيار»، ما يعكس تلميحًا نادرًا إلى احتمال التعددية في الانتخابات المقبلة.
ورغم هذه التصريحات، لا يزال المشهد السياسي الروسي يفتقر إلى وجود خليفة واضح لبوتين، لا سيما مع هيمنة الأخير شبه المطلقة على النظام السياسي منذ أكثر من عقدين. وبموجب الدستور الروسي، تنتقل صلاحيات الرئيس مؤقتًا إلى رئيس الوزراء في حال أصبح الرئيس عاجزًا عن أداء مهامه، إلا أن بوتين لم يلمّح إلى اسم معين قد يشكل بديلاً محتملاً له.
ويعد فلاديمير بوتين صاحب أطول فترة حكم في تاريخ روسيا منذ عهد الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين، إذ تولى الرئاسة أول مرة عام 1999 خلفًا لبوريس يلتسين، ثم شغل منصب رئيس الوزراء بين 2008 و2012، قبل أن يعود إلى الكرملين رئيسًا من جديد وحتى الآن.
يُذكر أن بوتين كان ضابطًا في جهاز المخابرات السوفيتية «كيه جي بي» برتبة لفتنانت كولونيل، قبل أن يبدأ مسيرته السياسية الصاعدة عقب نهاية الحقبة السوفيتية، ويواصل منذ ذلك الحين تثبيت نفوذه داخل الدولة الروسية وسط تراجع أصوات المعارضة وتضييق واسع على الحريات السياسية.