ترجّل اليوم أحد فرسان الفروسية الخليجية البارزين، بعدما ترك خلفه إرثًا لا يُنسى، ومسيرة حافلة بالتميز والعطاء. فقد غيّب الموت الشيخ مطلق بن مشرف بن شنان القحطاني، الرجل الذي ارتبط اسمه بساحات السباق، وارتقى بإسطبلات البويبية والخالدية إلى مصاف الإسطبلات الأهم في عالم الخيل العربية الأصيلة.
من هو مطلق بن مشرف القحطاني؟
كان الفقيد حاضرًا بروحه وفكره في كل ما يخص الفروسية، فارسًا ميدانيًا، ومدربًا متمكنًا، وإداريًا صبورًا، جمع بين العشق العميق للخيل والقدرة على صناعة الفارق.
بلم يكن النجاح بالنسبة له مجرد هدف، بل أسلوب حياة، سعى من خلاله إلى ترسيخ مكانة الفروسية السعودية على المستوى المحلي والخليجي والعالمي.
والشيخ مطلق لم يكن وليد اللحظة في ميدان الفروسية، بل امتدادًا لجذور ضاربة في هذا العالم العريق، حيث ينتمي إلى أسرة وضعت بصمتها منذ عقود.
فوالده، الشيخ مشرف بن مطلق بن شنان، كان من أوائل الروّاد الذين عايشوا مراحل تأسيس سباقات الخيل والهجن في المملكة، ورافق كبار الملوك في محطات فروسية هامة، قبل أن يتولى إدارة الإسطبل الأحمر للملك خالد –رحمه الله–.
هذا الامتداد لم يكن مجرد إرث عائلي، بل رسالة حملها مطلق وأكمل بها مشوار والده، خاصة حين أسهم في تعزيز مكانة مزرعة البويبية، التي انطلقت منها لاحقًا نجاحات الخالدية، الاسم الذي لمع بين مرابط العالم.
ولم يكن الشيخ مطلق شخصية بعيدة عن الواقع الميداني، بل كان حاضرًا دائمًا في تفاصيل المشهد، من ساحات التدريب، إلى اجتماعات اللجان، إلى المدرجات التي تشهد ولادة أبطال جدد.
بجانب تبنّى المواهب، ووقف إلى جانب الشباب الطموحين، وكان أحد أبرز الداعمين لبرنامج تأهيل الخيالة المتمرنين، المشروع الذي غيّر ملامح مستقبل الفروسية السعودية.
.
المشرف العام على اسطبلات الخالدية
مطلق بن مشرف ◽️◾️◾️▫️▪️متى يصحى العملاق في الثلاث سنوات ؟
. pic.twitter.com/x0BbLYSbCV— عبدالله التويجري (@abdullahatwijri) August 23, 2024
وامتد تأثيره إلى ما وراء الحدود، فكان ممثلًا مشرفًا للفروسية في المهرجانات الخليجية والعربية، وعلى رأسها الجنادرية، حيث حرص على إبراز العلاقة المتجذّرة بين الخيل والهجن، في صورة واحدة تجسد هوية الوطن وتراثه الأصيل.
وفاة مطلق بن مشرف بن شنان القحطاني
مع ساعات الصباح الأولى، خيّم الحزن على مجتمع الفروسية، مع إعلان وفاة الشيخ مطلق بن مشرف. وستُؤدى الصلاة عليه عصر الثلاثاء في جامع الملك خالد، قبل أن يُوارى الثرى في مقبرة عرقة بالرياض.
