شهدت أسعار الذهب في السوق المصري قفزة غير مسبوقة خلال تعاملات الاثنين 21 أبريل 2025، حيث تخطى عيار 21 حاجز 4800 جنيه للغرام لأول مرة في تاريخه، مدفوعًا بارتفاعات عالمية حادة في أسعار المعدن النفيس، إلى جانب استمرار تقلبات سعر صرف الدولار مقابل الجنيه.
ووصل سعر الذهب عيار 21 إلى 4855 جنيها للبيع و4835 جنيها للشراء، بينما بلغ سعر الجرام من عيار 24 نحو 5549 جنيها للبيع و5526 جنيها للشراء، كما سجل عيار 18 حوالي 4161 جنيها للبيع و4144 جنيها للشراء، وفق الأسعار الرسمية المتداولة في السوق المحلية.
وأكد خبراء في صناعة الذهب أن هذا الصعود يعكس التأثير المباشر للارتفاع القياسي في الأسعار العالمية، إلى جانب حالة عدم الاستقرار النقدي في السوق المصري، مما يجعل الذهب ملاذًا آمنًا لعدد كبير من المواطنين والمستثمرين الباحثين عن حماية لأصولهم.
ارتفاعات عالمية تقود السوق المصري للصعود
يأتي هذا التصاعد في الأسعار ضمن موجة صعود بدأت مطلع العام، بالتزامن مع اختلالات متزايدة في النظام المالي العالمي، دفعت بأسعار الذهب إلى مستويات قياسية في السوق العالمي، حيث تجاوز سعر الأونصة 3400 دولار في ظل تراجع كبير لقيمة الدولار الأميركي.
وفي سياق متصل، سجل الذهب عالمياً ارتفاعًا جديدًا خلال تعاملات الاثنين، في ظل تصاعد المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي نتيجة تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتزايد الحديث عن موجة ركود تضخمي قد تطول أثرها أغلب الاقتصادات الكبرى.
مخاوف جيوسياسية تدفع الذهب للصدارة
من جانبه، قال استراتيجي الأسواق في «آي جي»، ييب جون رونغ، إن الأسواق تعيد تسعير المشهد الجيوسياسي في ظل التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، مضيفًا أن المخاوف من الركود التضخمي وموجات الرسوم الجمركية الأمريكية تدعم الطلب على الذهب، خاصة مع استمرار شراء البنوك المركزية للمعدن الأصفر بوتيرة مرتفعة.
كما أشار إلى أن مرونة الطلب العالمي، خاصة من جانب المؤسسات المالية، والبنوك، وصناديق التحوط، تساهم في استمرار الدعم لسعر الذهب رغم بلوغه مستويات غير مسبوقة، لافتًا إلى أن الزخم التصاعدي مرشح للاستمرار خلال الفترة المقبلة إذا استمرت الأزمات الجيوسياسية والضغوط الاقتصادية دون حلول ملموسة.
وتشير توقعات عدد من المحللين إلى أن الأسعار المحلية في مصر قد تشهد مزيدًا من الصعود في ظل استمرار العوامل المؤثرة، سواء من الأسواق العالمية أو من داخل الاقتصاد المحلي، وهو ما يدفع المستثمرين لمزيد من الترقب والحذر في قراراتهم خلال المرحلة المقبلة.
