أُعلن صباح اليوم الخميس عن وفاة الطبيب التونسي الشاب زكريا بوقرة، في خبر صادم لمجتمع الطب والرأي العام في تونس.
سبب وفاة زكريا بوقرة
وأكد الدكتور الهاشمي بوقرة، والد الراحل، أن زكريا توفي داخل منزل العائلة بمنطقة المرسى، في ظروف بدت أولية أنها «طبيعية»، دون وجود أي آثار عنف على الجثمان، وفق ما صرّح به لإذاعة «جوهرة أف أم».
في حين أن، السلطات الأمنية سارعت بالتنقل إلى مكان الحادث، وبدء الإجراءات القانونية اللازمة، حيث تولى وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية في تونس فتح تحقيق رسمي لمعرفة ملابسات الوفاة.
كما رافق قاضي التحقيق فريق المعاينة القضائية إلى المنزل، وجرى نقل جثة الفقيد إلى معهد الطب الشرعي، لإجراء التشريح الطبي وتحديد السبب الدقيق للوفاة.
Zakaria Bouguira wikipedia
زكريا بوقرة هو طبيب تخدير وإنعاش (Anesthésiste-Réanimateur) تونسي شاب، عُرف بكفاءته الطبية ومشاركته الفعالة في القطاع الصحي العمومي، إذ عمل في وزارة الصحة التونسية منذ يناير 2015، وذلك بعد تخرّجه من كلية الطب في تونس عام 2014.
بدأ مشواره الأكاديمي في Lycée Français Gustave Flaubert في المرسى، حيث أتمّ البكالوريا، ثم التحق بكلية الطب في تونس، وتخرج منها سنة 2014، ليبدأ بعدها مسيرته الطبية كمقيم في الجراحة، ثم كطبيب مختص في التخدير والإنعاش. كما كان يتقن عدة لغات من بينها العربية، الفرنسية، والإنجليزية، ما مكّنه من التواصل المهني بكفاءة عالية.
نشاطه خلال جائحة كورونا
برز اسم زكريا بوقرة خلال جائحة كوفيد-19، حيث كان من الأصوات الطبية الناشطة إعلاميًا والمدافعة عن فرض إجراءات مشددة لحماية الصحة العامة. وكان له ظهور متكرر في وسائل الإعلام لشرح تطورات الفيروس وسبل الوقاية منه، وهو ما جعله يحظى بمتابعة كبيرة واحترام من قبل فئات واسعة من التونسيين.
وفاته
خلفت وفاة زكريا بوقرة صدمة كبيرة في الأوساط الطبية والشعبية في تونس، إذ نعاه عدد كبير من زملائه وأصدقائه عبر مواقع التواصل، مشيدين بأخلاقه ومهنيته ومواقفه الشجاعة، خصوصاً خلال أصعب مراحل الجائحة.
وحتى اللحظة، لا تزال السلطات تنتظر نتائج التشريح لتحديد السبب الدقيق للوفاة، فيما يتواصل التحقيق القضائي للوقوف على كل تفاصيل الحادث.
