رغم القرار الحكومي الأخير برفع أسعار المحروقات، وفي مقدمتها السولار الذي زاد جنيهين للتر، إلا أن الحكومة المصرية أكدت أن رغيف الخبز المدعم سيبقى بمنأى عن تلك الزيادات، في خطوة تهدف إلى تهدئة المخاوف الشعبية بشأن تأثيرات القرار على السلع الأساسية.
وزارة التموين والتجارة الداخلية شددت على أن سعر ووزن الرغيف المدعوم لن يتغير، وأكدت أنها ستتحمل كامل الزيادة في تكاليف التشغيل داخل المخابز المدعمة، ضمانًا لاستمرار الدعم الموجه للفئات الأكثر احتياجًا.
وكيل وزارة التموين بالقاهرة ناصر ثابت أوضح أن الحكومة تلتزم بالحفاظ على سعر الرغيف عند مستواه الحالي، رغم ارتفاع تكلفة إنتاجه الناتج عن زيادة أسعار الوقود، موضحًا أن الوزارة كثفت من حملاتها الرقابية على المخابز لضمان الالتزام بالجودة والوزن، ومنع أي تلاعب أو تقليص في حصص الدعم.
في الوقت ذاته، وجه وزير التموين الدكتور شريف فاروق بتشكيل غرفة عمليات مركزية في ديوان عام الوزارة، مدعومة بغرف فرعية بكافة مديريات التموين على مستوى الجمهورية، لمتابعة تداعيات قرار زيادة أسعار الوقود على الأرض، ورصد أية محاولات لرفع أسعار السلع بصورة غير مبررة.
وتأتي هذه الخطوة ضمن إطار برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تتبناه مصر منذ 2016 بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، والذي يستهدف تخفيف أعباء دعم الطاقة عن الموازنة العامة تدريجيًا، وقد ارتفع سعر السولار منذ عام 2014 من 1.6 جنيه إلى نحو 13 جنيهًا في أبريل 2025، في وقت ما زالت فيه الدولة تدعم قطاعات رئيسية مثل النقل والكهرباء.
وتواجه مصر تحديات اقتصادية متراكمة بفعل الاضطرابات في سوق الطاقة العالمية التي دفعت أسعار النفط لأكثر من 80 دولارًا للبرميل، إلى جانب التراجع في قيمة الجنيه أمام الدولار، وهي عوامل تضغط على كلفة الدعم الحكومي.
ورغم هذه المعطيات، يظل رغيف الخبز المدعم أحد أبرز أعمدة الحماية الاجتماعية في مصر، حيث يستفيد منه نحو 72 مليون مواطن عبر بطاقات التموين، ويتم إنتاج ما يقرب من 100 مليار رغيف سنويًا عبر 30 ألف مخبز، بتكلفة تتجاوز 90 مليار جنيه، تتحملها الدولة لضمان استقرار أسعار الغذاء.
وتُعدّ مخابز الخبز المدعم من أكبر مستهلكي السولار في السوق المصري، مما يجعلها عرضة لتقلبات أسعار الوقود، ومع كل زيادة، تجد الحكومة نفسها أمام معادلة دقيقة، إما برفع الدعم أو مواجهة تداعيات اجتماعية، وقد اختارت هذه المرة تثبيت سعر الخبز كرسالة طمأنة مباشرة للمواطنين.
