قمة القاهرة… توافق مصري فرنسي على رفض تهجير الفلسطينيين ودعم السلام في غزة

شهدت القاهرة يوم الاثنين قمة مصرية فرنسية موسعة جمعت الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، ضمن زيارة رسمية بدأها الأخير مساء الأحد، وامتدت على مدار 48 ساعة، بحث خلالها الجانبان تطورات الأوضاع الإقليمية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، إضافة إلى ملفات سوريا ولبنان والسودان وأوكرانيا.

غزة في صدارة المباحثات

أكد الرئيس المصري خلال مؤتمر صحفي مشترك على التوافق الكامل مع الرئيس الفرنسي بشأن ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ورفض تهجير الفلسطينيين قسراً، مشدداً على أن السلام الحقيقي لن يتحقق دون تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

السيسي أشار كذلك إلى تنسيق الجهود مع فرنسا بشأن إحياء عملية السلام، مؤكداً على ضرورة الدفع نحو مسار سياسي يعالج جذور الأزمة، ويحقق الاستقرار لكافة شعوب المنطقة.

ماكرون: لا لدور حماس في غزة

الرئيس الفرنسي من جهته عبّر عن رفض بلاده لاستئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، داعياً إلى وقف إطلاق النار فوراً وإطلاق سراح الرهائن. كما أكد على رفض باريس لسياسة تهجير الفلسطينيين أو ضم الضفة الغربية وقطاع غزة، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن «حماس يجب ألا تضطلع بأي دور في حكم القطاع مستقبلاً»، في إشارة إلى ضرورة إعادة بناء هيكل سياسي جديد في غزة ما بعد الحرب.

ماكرون أثنى على جهود الوساطة المصرية المستمرة، وعبّر عن قلقه من تصاعد التوترات في البحر الأحمر، ودعا إلى تجنب أي تصعيد يهدد استقرار المنطقة.

ملف سوريا ولبنان والسودان على الطاولة

في السياق الإقليمي، شدد السيسي على ضرورة احترام وحدة سوريا وسيادتها، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للجولان، وهو ما توافق عليه ماكرون الذي أبدى دعم باريس لعملية الانتقال السياسي هناك، مشترطاً التزام دمشق بمكافحة الإرهاب.

وفي الشأن اللبناني، أكد الرئيس الفرنسي تمسك بلاده بدعم استقرار لبنان وسيادته، وحرصها على مساندة الجيش اللبناني وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

أما في ما يخص السودان، فقد وصف ماكرون الأزمة هناك بأنها «الأسوأ إنسانياً في العالم حالياً»، داعياً إلى حل سريع ينهي معاناة المدنيين ويمنع تفكك الدولة.

أوكرانيا… دعم فرنسي لجهود ترامب

على صعيد الحرب الروسية الأوكرانية، فجّر ماكرون مفاجأة بإعلانه دعم بلاده للمقترحات التي تقدم بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحل النزاع، داعياً روسيا إلى وقف إطلاق النار دون شروط مسبقة، ومشدداً على التزام فرنسا بالسلام في أوروبا.

تعاون ثنائي واتفاقيات جديدة

الزيارة شهدت أيضاً توقيع عدد من الاتفاقيات بين مصر وفرنسا في مجالات متنوعة شملت النقل، والطاقة المتجددة، والتعليم الجامعي، والصحة، ما يعكس حرص الجانبين على تعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

كما رافق ماكرون وفد وزاري رفيع ضم وزراء الخارجية، والجيوش، والاقتصاد، والصحة، والنقل، والبحث العلمي، في دلالة على أهمية الزيارة في دفع العلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب.

أنشطة ميدانية وجلسة أعمال

تضمن برنامج الزيارة جولة للرئيس الفرنسي في جامعة القاهرة، بالإضافة إلى جولة تفقدية في مشروع مترو الأنفاق الذي تشغله الشركة الفرنسية RATP، فيما شهد ماكرون عرضاً تفصيلياً حول مشروع الحرم الجديد للجامعة الفرنسية في مصر.

كما شارك الرئيسان في جلسة منتدى الأعمال المصري-الفرنسي، التي ناقشت فرص الاستثمار والتعاون المشترك في قطاعات الصناعة والبنية التحتية والتكنولوجيا والتعليم.

spot_img

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا